سعدنا جدا واستبشرنا خيرا عند سماعنا اعلان النائب غيداء زعبي بانشقاقها عن الائتلاف الحكومي، ورأينا كيف عجّت شبكات التواصل الاجتماعي وتهافت وسائل الاعلام العربية والعبرية المختلفة بالحديث عن هذا الانشقاق واخذت التحليلات السياسية تصب من كل حدب وصوب، كل يدلي بدلوه حول هذا الموضوع، منهم من تفاجأ وغضب واهتزت اركانه وارتعدت فرائصه، ومنهم من تأمل واستبشر خيرا.
حقيقة الاسباب التي ذكرتها النائب غيداء لتجعلها تأخذ هذا القرار هي التي وضعتنا في هذه الحالة من الامل والتهليل لها والترحيب بقرارها النابع بالاصل من جذورها الوطنيه الاصيلة، وقد اشارت في كتاب است قالتها عن شهر رمضان الماضي حيث كان لا يطاق وان المشاهد التي رأتها في باحات المسجد الاقصى المبارك وتعامل الشرطة والجيش تجاه حشود المصلين كان قاسيا ولا يطاق، وايضا المشاهد في تشييع جنازة الصحافيه شيرين ابو عاقله لا تحتمل!
بما معناه ان النائب غيداء زعبي اخذت قرارها بالاستقاله من منطلق الحس الوطني والصادق الذي املى عليها ان تاخذ هذا القرار، ومن منطلق مبدأي بحت.
وهذا ما جعلنا نستبشر خيرا اذ كل هذه الاسباب تترجم بعض نضالاتنا في مشروعنا الوطني نحن الاقليه الفلسطينيه في هذه البلاد.
ويبقى السؤال هل ستصمد النائب غيداء زعبي امام كل هذه الضغوطات التي تنهال عليها؟!
هل ستصمد وتبقى صوره محاولات اسقاط نعش شيرين ابو عاقله ماثله امام عينيها؟!
هل ستصمد وتقول لبيك يا اقصى لبيك؟! هل ستصمد وتقول كرامتنا فوق اي اعتبار حزبي؟! أم ستسقط هذه الاسباب امام فتات من الاغراءات؟!
اذآ ما هذه المفاوضات والحديث مع اعضاء من الائتلاف؟! والاتفاق مع لبيد على عقد جلسه معه يوم الاحد القادم؟! ولماذا هذا التلعثم في مقابلاتها عبر وسائل الاعلام المختلفة؟!
حقيقه كل هذه التساؤلات تجعلنا نشك انها مؤشرات للنزول عن الشجرةوالتراجع لتعود الى المربع الاول حيث كانت!
ان مجرد التفاول مع الائتلاف للحصول على بعض الفتات او على مصلحة شخصية وان تعود الى احضان بينيت وان تضرب بعرض الحائط للمبدأ الذي قدمت استقالتها لاجله وتدير ضهرها للاقصى وتغض النظر عن نعش شيرين هذا مخجل جدا واهانة لشخصها الكريم اولا ولشعبها ويدل على ان اسباب استقالتها ليست مبدئية ولا وطنية بل هي فقط مصلحة شخصية وهذا ما لا نتمناه ابدا، ويوم الاربعاء القريب هو يوم الفصل ويوم الامتحان.