موجة من الحزن والأسف والغضب الجماهيري في عسفيا
موجة من الحزن والأسف والغضب الجماهيري في عسفيا
لم أجد عنوانا يعبر عما يجري في عسفيا خاصة والمجتمع العربي عامة!!
ما يجري في عسفيا والمجتمع العربي يفوق الخيال ويناقض القيم والأخلاق، ويبتعد عن الشهامة والمروءة ويتنكر للدين وتعاليمه الروحانية، ويستخف بالسلطة ويهزأ بالشرطة ويهين هيبتها!!
القتل والعنف حلقة مفرغة تدور وتدور ولا تتوقف… كرة ثلج تتدحرج فتكبر وتكبر.. فتصيب المذنب والبريء وتُسقط الضحايا بسبب وبغير سبب.
مقتل المأسوف على شبابه المرحوم عمري حسام فرو أثار موجة من الحزن والأسف والغضب، شاب بعمر الزهور أحبه الناس، سمعته طيبة راح ضحية العنف!! وقد شيع جثمانه بحضور جمهور غفير وسط أجواء من الحزن والغضب وتساؤلات حول هذا العنف وإلى متى سيستمر؟
رئيس مجلس عسفيا وفي تصريح مصور أعلن عن مظاهرة صاخبة يوم الاثنين مقابل مركز الشرطة في حيفا، وأعلن أنه سيعيد هيكلة قسم الأمن في مجلس عسفيا كما أعلن بعد استشارة المشايخ وأصحاب الرأي عن إضراب للمدارس يومي أمس الخميس واليوم الجمعة.
وموقف الحديث يشير إلى أن هذه الفعاليات مع أنها لن تقطع دابر العنف فورا ونهائيًّا إلا أنها مهمة لخلق الوعي لدى الأهالي أولا من أجل تربية أبنائهم ورعايتهم ومراقبتهم أيضا! إذا لا يعقل أن يبقى الشاب في فترة مراهقته (وهي فترة خطيرة، ينقاد الشاب بسهولة وينجرف إلى المغريات)، لا يعقل أن يعود في الثالثة بعد منتصف الليل، دون أن يسأله والداه لماذا تأخر؟ ولماذا لم يقل لهما أنه سيتأخر؟ وأين قضى وقته ومع من؟…
نرجو أن تخلق هذه الخطوات الوعي الكافي لدى الأهل أولا، ولدى الشباب ثانيا ليعرفوا مدى خطورة العنف، وأن الله خلق الأرواح لتعيش وليس لتزهق على يدي إنسان آخر.
نرجو من هذه الخطوات أن تُحفّز الإرادة لدى المسؤولين من أجل إيجاد أطر تربوية تثقيفية وترفيهية لهؤلاء الشباب تبعدهم عن الانجراف والانحراف.
كما نرجو أن تُحدث هذه الخطوات هزة قوية لدى الشرطة والمسؤولين عن الأمن.
كل هذا لن يفيد إذا لم تكن هناك متابعة ومرافقة وتوجيه. فمظاهرة هنا ومسيرة هناك ثم كسل ونوم لن يفيد وسيعود العنف من جديد.
في النهاية ننقل تعازينا الحارة لعائلة فرو ولجميع الأهل والأصدقاء لجميع الضحايا مبتهلين إلى الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح الجنان ويلهم أهله الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.