معاملة الزبون بلطف تليقنا وعكسها لا بقلم : فؤاد سليمان
معاملة الزبون بلطف تليقنا وعكسها لا
بقلم : فؤاد سليمان
لقد كان لي صديق حميم بإسم إدوار إسحاق ، شاب موهوب بعلم الحاسوب ، والذي قال لي بوما ما حين كنا نجلس جلسلتنا الأسبوعية : أتعلم يا فؤاد ، أنا أسمى بإدوار إسحاق أو إدوار لطيف. أنا فهمت أن لقبوا دار الإسحلق بدار اللطيف لكثر لطفهم ، فإبتسمت لأدوار وعزمته على سيجارة. يا ليت الوضع أن جميع صاحبي الحوانيت يتسمون باللطف ، فعلى العكس ، فإن المعظم كارهون حاقدون ، لا أعم لماذا ، ولانهم كما يقول أبي بروفسور رمزي سليمان ” لا يبتسمون للرغيف السخن ” فإنّ الرغيف الخبز السخن هو أمر مفرح لطيف وجميم . وإن لم تبتسم للرغيف السخن فإنك عبيس قاس الروح.
أريد أن أذكر بضع المواقف الناشفة التي تبدوا على حفة الكوميديا التراجيدية التي حصلت معي ومع أبناء عاءلتي في الآن الاخير ، فقد وجدت نفسي أترجّى بائع بيتسا عبر الهاتف أن يبوح لي بسعر الطلبية الذي عليّ أن أدفعها عبر الكرت . وقد وجدت أختي نفسها تتلقى بيتسا أخرى بتاتا غير البيتسا التي طلبتها والتي كانت ” على زوقهن ” ، وقد وجدت نفسي أغير صيدلية لأن العاملات هناك يعتقدن أنّي أريد الزواج منهنّ ، ووجد أبي صعوبة كبرى في وجود مكان يقبل أن يخرج بها فصلاته في شارع عربي مركزي بحيفا ، فإنه مريض وأحيانا عليه بسرعة أن يجد مرحاض ، بإختصار الوضع متأزّم، والبائغين ، بسبب مكانهم الجغرافي ، بسبب أسعارهم ، وبسبب ما يملكون ، أصبحوا متعاليون ، أنانيون وكارهون للزبون ، بدلا من أن يكونوا لطفاء .
لا أعلم إن كان الأمر كذالك في الماضي ، في العصر العباسي ، حين الحكم العثماني ، حين الحكم الإنجليزي ، ولاكن فهمت من زوجتي بتينا أن في نيو يورك الأمر كذلك أيضا ، أما ما يصحّ قوله هنا هو ، كن من دار اللطيف ، فالأمر سيجلب لك فقط المزيد من الإحترام والنجاح
الفلسلفة الوجودية تحكي عن اللعب والمداعبة الإغرائية كجزء أساسي ومهم من تحربة الحياه ، فاللطف أساسي ومن النعمة ، حتى المسيح يقال انه كان لطيفا . ها أنا أرشف رشفة من السيجارة وأتمتع بأغنية التي تغنيها فرقة زمن العكاوية والتي تقول ” فوق النا خل فوق ” وأشرب البلو ، وأقول أنّ اللطف من الإيمان.