خُذُوا حِذْرَكُمْ…! بقلم: البروفيسور محمد حسين حجيرات
خُذُوا حِذْرَكُمْ…!
بقلم: البروفيسور محمد حسين حجيرات
دخلت المنطقة، من الجنوب في غزة وغلافها والحدود الشمالية، مرحلة عدم اليقين فلا هي حرب تقليدية ولا هي مواجهة حديثة. هذه المرحلة التي نمر بها في هذه الأوقات عصيبة، مظلمة وغير واضحة المعالم، لا نعرف باطنها من بطنها ولا ظاهرها من مخفيها. الحقيقة مُغيّبة والكذب والافتراء سيّد الموقف. لذلك، في هذا الوقت العصيب لسنا بحاجة للشجاعة، بل نحن بأمس الحاجة إلى الحذر فيما نقول وفيما نكتب وفيما نحدث به في جلساتنا، في امر هذه الحالة التي دخلت حياتنا بدون استئذان، فهذه الأيام تتطلب منا كمجتمع عربي في البلاد الكثير من الصبر والصمت والدعاء لينقشع هذا الظلم المستفحل.
في عصر “منصات التواصل الاجتماعي” وما اكثرها، وما أوسع استعمالها وخاصة بين أوساط الشباب والفتيات. وخاصة الفيديوهات القصيرة، في التيك-توك، الفيس بوك، الواتس اب، الإنستغرام وغيرها والتي تؤجج المشاعر وتكون مُغرضة، قد تكون مبعوثة خصيصا من مجموعات “اليمين اليهودي المتطرف”، تدفعك للتعقيب فتقع في المحظور. لذلك علينا في رحاب هذه الاوقات العصيبة الانتباه، الحذر واليقظة من أي نشر مكتوب، مقروء او مسموع قد يوقع أبنائنا واحفادنا الشباب والشابات وذلك سيجرهم الى دوامة “المسائلة القانونية الإسرائيلية” بغير حق، وهذا سيؤثر لاحقا على عملهم في المؤسسات وقد يجر ذلك طردهم، او سيؤدي لفصلهم، من المؤسسات التعليمية والجامعية التي يلتحقون بها، ظُلما بغير حق، على خلفية تعقيب على نشر في منصات التواصل الاجتماعي، فكلماتنا المكتوبة للأسف، في ظل الديمقراطية المُغيبة، بالرغم من براءتها تُؤول على انها سهام موجهة، فلا ضير ان تغلق النافذة التي قد تؤذيك ولا تركب القطار الخاطئ لأنك مللت الانتظار.
لذلك من باب الحرص واخذ الحيطة والحذر، علينا كأقلية قومية عربية-فلسطينية في هذه البلاد، ان ننتبه لإخوتنا، أبنائنا واحفادنا من الانجرار وراء نشر موقف او صورة او تعقيب، وهذه الدعوة هي من باب المحبة والتقدير وليس التخويف والترويع. طبعا، يستطيع كل شخص ان يعبر عن رأيه بعقلانية وموضوعية وحذر في دوامة العنف المتصاعد ومقتل الالاف من الناس بغير حق، فنحن عرب هذه البلاد كما السواد الأعظم من الشعب اليهودي نؤمن ان الشعبين العربي واليهودي يجب ان يعيشا بأمن وسلام في هذه الأرض. لذلك، مهم جدا في هذه المرحلة العصيبة، ان نحافظ على وحدتنا لتحمي انفستا، اخوتنا، أبنائنا واحفادنا من الانزلاق والوقوع في الهاوية.