تصاعد القلق في غزة: شائعات الحرب تزيد من معاناة الشعبٍ بقلم: أسامة الأطلسي

تصاعد القلق في غزة: شائعات الحرب تزيد من معاناة الشعبٍ
بقلم: أسامة الأطلسي
وسط شائعات متزايدة عن قرب اندلاع جولة جديدة من القتال في قطاع غزة، يعيش السكان حالة من القلق والخوف المتصاعدين، في ظل أوضاع معيشية صعبة، وانهيار شبه كامل للخدمات الإنسانية، وغياب قيادة فعالة قادرة على طمأنة الناس أو تقديم رؤية واضحة للمستقبل.
في الأسواق، المخيمات، والملاجئ، يتناقل الناس أخبارًا متضاربة حول احتمال عودة القصف، فيما تتصاعد الأسئلة عن مصير العائلات التي لم تتعافَ بعد من الجولات السابقة. الخوف لم يعد مرتبطًا فقط بالقنابل، بل أيضًا بالجوع، والمرض، والتشريد، والمصير المجهول.
تقول سارة، وهي أم لثلاثة أطفال تقيم في مدرسة تحولت إلى مأوى: “كل ما نريده هو أن يتوقف كل هذا. لا نعرف إلى من نتوجه، ولا من يهتم بنا. القيادة غائبة، والناس تُركوا وحدهم يواجهون الجوع والخوف”. كلماتها تعكس الإحباط الجماعي لسكان أنهكتهم الحروب والوعود الفارغة.
مع غياب جهة واضحة تتحمّل المسؤولية وتتحرك بجدية، بدأت حالة من فقدان الثقة بالجهات الحاكمة تتفاقم، ما يدفع البعض إلى المطالبة بتغيير حقيقي، وبقيادة جديدة تعكس هموم الناس وتضع حياة المدنيين فوق أي اعتبار.
خبراء ومراقبون يحذرون من أن استمرار هذا الوضع سيفتح الباب أمام انفجار اجتماعي، لن تكون له تداعيات سياسية فقط، بل إنسانية أيضًا، خاصة في ظل استمرار تدهور الأوضاع داخل القطاع، وانعدام البدائل.
أمام هذا الواقع، يبدو أن غزة تعيش على وقع الانتظار القاتل: انتظار مواجهة جديدة لا يريدها أحد، وانتظار قيادة تتقدم إلى الأمام، وتكسر صمتها لتعلن أنها إلى جانب الناس، لا فوقهم.
فهل يأتي هذا الصوت المنتظر؟ أم أن غزة ستُترك مجددًا تواجه مصيرها منفردة؟