بِرْنامَجٌ دِراسِيٌّ عَنِ المُجْتَمَعِ الدُّرْزِيِّ، التّاريخ، التُّراث وَالثَّقافَة – كَيْفَ يُمْكِنُ تَحْقيقُ الاِمْكانِيّاتَ؟

بِرْنامَجٌ دِراسِيٌّ عَنِ المُجْتَمَعِ الدُّرْزِيِّ، التّاريخ، التُّراث وَالثَّقافَة – كَيْفَ يُمْكِنُ تَحْقيقُ الاِمْكانِيّاتَ؟
الدِّكْتورَة شيرا سوفر- فيتال وميثة سيف[1]
في الشَّهرِ الماضِيَ، أَعْلَنَتْ وزارَةُ التّرْبِيَة وَالتَّعْليم عَنِ إِطْلاق بَرْنامَجٌ دِراسِيٌّ جَديدٌ لِلمَدارِسِ اُلإعْداديَّةِ في اُلمُجْتَمعِ اُليَهودِيِّ بِعُنوانِ “المُجْتَمع الدُّرْزِيِّ ، التّاريخ، التُّراث وَالثَّقافة”[2]. تُعَدُّ هذِهِ خُطْوةً مُبارَكَةً لِلغايَةِ، حَيْثُ كانَت غائِبَةً عن نِظامِ التَّعلْيم مُنْذُ وَقْتٍ طَويلٍ. يهْدُفُ البَرْنامَجُ إلى تَعْميقِ المَعْرِفةِ بتاريخِ، ثَقافَةِ وَتُراثِ المُجْتَمع الدُّرْزِيِّ، وَتَعْزيزُ اٌلشُّعور بِالتَّعاطُفِ وَفَهْمِ المُشارَكَة التّاريخِيَّة للِطَّائِفَةِ الدّرْزِيَّةِ مَعِ دَوْلَة إسْرائيل. البَرْنامَج المُخَصَّص لطُلّابِ الصّفوف السّابِعَةَ حَتَّى التّاسِعَةَ ، يشملُ لِقاءات مَع أفْراد مِنَ الطّائِفَةِ الدُّرْزِيَّةِ وَجَوْلات في القُرى الدُّرْزِيَّة، مَعَ التّرْكيز عَلَى مُساهَمَةِ أَبْنائِها في أَمْنِ الدَّوْلَةِ وَالخِدْمَةِ العَسْكَرِيَّةِ في الجَيٍشِ الإسرائِيليِّ .في هذا الإطارِ، سَيتعرَّفُ الطّلاب على الشَّجاعَةِ الّذي نَشَأَ وَتَرَبَّى عَليها أبْناء الطّائِفَةِ “الجُنود الدُّروز” الأبطالَ، وَتذْويتِ القِيَم الّتي تَرَبّوا عَليها الأجداد وَنَقْلِها للِأبْناءِ لِلمحافَظَةِ وَصيانَةِ الوَطن ،الأرْضَ وَالعَرْض.
كاتبتا هذا المَقالَ تَمتلكا خِبْرةً واسعةً. معَلِّمَتان مُخْتَصّات بِموضوعِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّة، وَمُنَسِقَتَيْنِ لموضوعِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ في المَدارِسِ، الكاتبةُ الأوْلى في المَدارِسِ اليَهودِيَّةِ وَالكاتِبَةُ الثّانيَةُ في مَدْرَسَةٍ دُرْزِيَّةٍ اِبْتِدائِيَّةٍ. انْطلاقًا من هذهِ التَّجْربة، نَقْتَرحُ في هذا المَقالَ عِدّة جوانِب من المُهِمِّ ضَمَّها في البَرْنامَجِ لِضمانِ نَجاحِهِ. البَرْنامَجُ الّذي أطْلقتْهُ وَزارَةُ التَّرْبِيَة وَالتَّعليم يبدأُ من جيلِ المَرْحَلَةِ الاِعْدادِيَّةِ. برأينا، يَجِبُ أن يَبْدأ البرنامَج من سِنِّ المَرْحَلَةِ الاِبْتِدائِيَّةِ لِتَعزيزِ التَّعَرُّفِ عَلى المُجْتَمَعِ الدُّرْزِيِّ مُنْذُ مَرْحَلَةٍ مُبَكِرَةٍ. وَتَوسيعُ هذِهِ المَعْرِفَة في مَرْحَلَةِ الدِّراسَةِ. كذلك، نعتقدُ أنَّهُ مِنَ المُحَبَّذِ أن يَكونَ هذا البَرْنامَجُ إلْزامِيًّا لِجَميعِ طُلاب المُجْتَمَع اليَهودِيِّ وذلكَ من أجْلِ تَوْسيعِ الحَلَقَة الثَّقافِيَّة والتَّرْبَوِيَّة لَدى الطّالِب، لِأنّنا بِحاجَةٍ لِلتَّعَرُّفِ عَلى الثَّقافَةِ وَالتُّراثِ الدُّرْزِيِّ كَجُزْءٌ من علاقتِنا الوطيدَةِ بالطَّائفةِ الدَرْزِيَّةِ. هذا التّعرفَ سيتيحُ للطُّلّابِ اليهود التّعلُّم بِعمقٍ وبطريقةٍ تَطْبيقيَّةٍ عن الدُّروز عامَّةً ولِجميعِ القيمِ الهامَّةِ لأبْناءِ الطّائِفَةِ الدَّرْزِيَّة وَالتعاطفَ مَعْها خاصةً..
بالإضافةِ إلى هذهِ الجَوانِبَ، فَإنَّ الجَانبَ المَرْكَزيِّ الّذي نَعْتقدُ أَنَّه مَفْقودٌ في هذا البَرنامَج هو غِياب دَمْج اللّغةَ العَربيَّةَ بِطَريقةٍ مُرْتَبِطةٍ وَمُتَكامِلَةٍ مَع دِراسَة التّراث الدُّرزيِّ. نَحْنُ نعتقدُ أنّهُ دون دَمج تَعلم اللُّغة العَرَبِيَّة في سياقِ البَرنامَجِ، وَمع التَّرْكيز على القِيمِ المُهِمُّةِ الّتي يتعلّمها أبْناءُ الطّائفة الدَّرْزِيَّة، لنْ يكونَ بِالإمكانِ تَحْقيقُ أهدافَ هذا البَرْنامَج بالكامِلِ. أَهَمِيَّة اللُّغة العَرَبِيَّة في دِراسَةِ التّاريخ، التّراث والمُجتمع كَبيرةً جدًّا، لأنَّ التَّعلم ذُو المَعْنى يَحْدثُ دائمًا ضِمْنَ سياق.
تَتَجلّى أَهَميَّة اللُّغة العَرَبيَّة بِواسِطَةِ وُجودِ اليوم العالَمِيَّ لِلّغة العَربيَّةِ، الّذي يُحْتَفَلُ بهِ في المَدارسِ، وكذلك في المَدارسِ الدُّرزيَّةِ خلالَ أيّام خاصَّة. الهَدفُ من هذا اليَوْم هُوَ رَفع الوَعْيَ حولَ أهَمِيَّة اِسْتعْمال وَتَذويتُ مَهاراتَ اللُّغة العَربيَّةِ كَعنْصُرٌ تاريخِيٌّ، ثَقافِيٌّ، تَرْبَوِيٌّ وَتعلِيميٌّ حَوْلَ العالمِ وَهِيَ أكثر اللّغات تَحَدُّثًا حَوْلَ العالَمِ، هي أيضًا واحدة من اللّغاتِ السِّتِّ الرَّسْميَّةِ للأممِ المتحدةِ. ويهدفُ هذا اليَوْمَ للاحْتِفالِ بمساهَمَةِ تَشْجيعُ تَعَلُّم اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ لِلحِفاظِ عَلَيْها في مُخْتَلَفِ المَجالاتِ، خاصَّةً في ظِلِّ تَحَدِّياتِ العَوْلَمَةِ. بالإضافةِ إلى ذلِكَ، يُمَثِّلُ هذا اليَوْمَ فُرْصَةٌ لِتَعْزيز التّفاهُم بينَ الثّقافات وتقوِيَة التّفاهم بَيْنَ الشّعوب.
لِماذا تُعْتبَرُ اللُّغَةُ العَرَبِيَّةُ أمْرًا حاسِمًا لِإنْجاحِ البَرْنامجَ؟ وَلِماذا تَسْتطيعُ اللُّغَة العَرَبِيَّة أنْ تُعَمِّقَ فَهْمَ الثَّقافَة الدُّرْزِيَّةَ؟
المُجْتَمع الدُّرْزِيِّ، بِثَقافَتِهِ وَدينِهِ، مُرْتَبط اِرْتِباطًا وَثيقًا بِاللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ. فَاللُّغَةُ هِيَ لَيْسَتْ أداة تَواصُل، بَل هِيَ جِسْرٌ ثَقافِيٌّ ضَرورِيٌّ يَسْمَحُ بِفَهْمٍ عَميقٍ لِلقِيَمِ، التّقاليد وَالعادات. عِنْدَما يَتِمُّ تَدريسُ الثَّقافَة الدُّرْزِيَة في اللُّغَةِ العِبْرِيَّةِ فَقط قد يُسَبِّب بِفجَواتٍ تَعْليمِيَّةٍ لِطُّلّابِ اليَهودِ لِلسِّياقاتِ الأصْلِيَّةِ وَالعُمْقِ الثَّقافِيِّ لِلطّائِفَةِ الدُّرْزِيَّةِ، مِمّا قَد يُسَبِّب بِتَفْسيرٍ سَطْحِيٍّ أُحادِيُّ البُعد. لذلكَ فإنَّ تعلمُ اللُّغة العَرَبِيَّة هو المُفْتاح لِتَحْقيقِ الإمْكانيّاتِ الكامِلَةِ للبَرْنامَجِ. اللّغة العَرَبيَّة هِيَ المُفْتاح لِلقِصَصِ، الأغانِيَ، والأشْعار الّتي تُشَكِّلُ جُزْءًا لا يَتَجَزَّأُ مِنَ الثَّقَافَةِ الدَّرْزِيَّةِ. ثُمَّ أنَّ تعلُّم اللّغة العَرَبِيَّة يتيحُ فَهْمَ القيَمَ الأساسِيَّة للِطَّائِفَةِ الدُّرْزيَّةِ وَدَوْرها في المُجْتمعِ الإسْرائيلِيِّ.
التّعرُّف على لُغَةٍ وَثَقافَةٍ جديدةٍ يُعَزِّزُ الِاحْترامَ، الاِنْفتاح، وَالتّسامُح. لذلكَ، يَجِب أنْ يَتَناوَلَ المنْهاج التَّعْليمِيِّ المتعلقة بِالتُّراثِ الدُّرزيِّ هويتهم الإثنو-لُغويَّة حَيْث تصفُ هذه الهُوِيَّة العَلاقَة بينَ الهُوِيَّة الثّقافيَّة وَالاِثْنِيَّة للفردِ وَبَيْن اللّغة أوْ اللّغات الّتي يَتَحدَّثُ بِها. تَعْمَلُ الهُوِيَّة الإثنو-لُغَوِيَّة كَمساحَةٍ ديناميكيَّةٍ يَتَفاوضُ فيها الفَرْدُ بين هويّاتِه الشّخصيَّة والاِجتماعيَّة، اللُّغَةُ هي أيضًا عنصرٌ مَرْكزيٌّ في تَشكيلِ مفهوم الذّات والانْتماء وَالارْتباط بِمجموعةٍ اِجتماعِيّةٍ أو ثَقافيَّةٍ مُعيَّنةٍ.
تتأثرُ هذه الهويَّة بعوامِلٍ تاريخيَّةٍ واِجتماعيَّةٍ وسياسِيَّةٍ، وَغالِبًا ما تَعْكِسُ صِراعات بَيْنَ الحِفاظ على لُغةِ الأمِّ وَتَبْني لُغة الثّقافة السّائِدَة، وفي حالة دَوْلة إسْرائيل – اللُّغَة العِبريَّة مُقابل اللُّغَة العَرَبيَّة. إدماج اللّغة العَربيَّة في تدريسِ التّراثِ الدُّرْزِيِّ لا يعزِّزُ فقط المَعْرِفة بِاَّلثقافَةِ والتّاريخِ الخاصِّ بالطّائفةِ فحسب، إنَّما يعمق أيْضًا فهم القِيَم، المَبادِئ والهويّة الدُّرزيَّة.
التّوْصِيات لإدْماجِ اللّغة العَربيَّة في سِياقِ دراسَةِ التُّراثِ:
1. تَعْليمُ المَصادِرَ الأوْليَّة وَالنُّصوص اٌلأصْليَّة
تتيحُ اللّغة العَربيَّة لِلطُّلابِ الوُصولِ المُباشر إلى المَصادرِ والكِتاباتِ الأساسِيَّة لِتُراثِ الطّائفةِ الدَّرْزِيَّة، بما في ذلك النّصوصِ الاِجتماعِيّة والتّاريخيَّة الّتي لا تُترجمُ دائمًا إلى اللُّغَةِ العِبْريَّةِ. قِراءة المصادر الأوْليّة تعززُ فهمًا أكثر أصالةَ ودقَّةَ القِيَم والمَبادِئ الّتي تُوَجِّه الطّائفة. على سَبيل المِثال، سُلطان باشا الأطْرش، قائِدٌ دُرْزيٌّ في الثَّوْرةِ السُّوريَّةِ الكُبْرى ضِد الانْتداب الفَرَنسيِّ، تَرَكَ خِطابًا وأشْعارًا بِالعربيَّةِ تُؤكِّدُ على قيم الحريّة، الكَرامَة، وَالوِحْدة.
إِحْدى خِطاباتِه تتناول فِكْرة أنَّهم لا يقاتلون فَقط من أجْلِ الدُّروزِ، بل مِنْ أجْلِ حرِّيَّة الإنْسان والأرض. ومن أقوالهِ المشهورة :الدّين لله والوطن للجميعِ“.
خلال الثّورة السّوريّة الكُبرى (1925-1927), أعْلن سُلْطان باشا الأطرش أهداف الثَّوْرة، ومن بينها:
“تَحريرُ البِلادَ السُّوريَّةَ كافَّةً من كُلِّ يدٍ أجْنَبِيَّةٍ.” هذا النّوع من القِراءةِ يتيحُ للطّلابِ فهم مُساهَمة الدّروز في التّاريخ الإقْليمِيِّ، ويعزِّزُ مهارات تَحْليل المَصادر التّاريخيَّة الأوْليَّة بِاللّغةِ العَربيَّةِ.
2. التّعرف على الحَياةِ اليَوميّة والهويَّة الدَّرْزِيَّة
تعليم اللّغة العَربِيَّة لا يَقْتصرُ على الجَوانِبِ اللّغويَّة فقط، بلْ يَشْمَلُ الحَياة اليَوْميَّة وَالثّقافة، مِمّا يُمَكِّن الطّلاب من التّعرف بِعمقٍ أكبَر على الهَوِيَّة الدَّرْزِيَّة. يمكنْ دَمِج الأغانِيَ الّتي تُبرز القِيَم الدَّرْزِيَّة مثل: “يا دارَنا يا دَار“. هذه الأغْنية جزءٌ من التّراثِ الثّقافيِّ للطّائفةِ الدَّرْزِيَّة، وتُبرز قيمًا مثلَ: حُبّ الوَطن، الاِلْتزام بِالتّقاليدِ، واِحْترام البَيْت والعائلة. تُعبِّر الأغنية عن ارتباط عميق بالأرضِ، والاِلتِزام بالمجتمعِ، والسَّعي للعيْشِ بتناغُمٍ.
كَما يمكن دَمْج أمْثال مِنَ اللّهجةِ العامِيَّةِ مثل: “السّلامُ دينَنا“. يُبرز هذا المَثلُ القيمَة الِمحْوَريَّة للسّلامِ كجزْءٍ أساسِيٍّ من أسْلوبِ الحَياةِ والرُّؤيَة الرُّوحِيَّة للطّائفة الدَّرْزِيَّة. مثل شائِعٌ آخر هُو “مَن جَدَّ وَجَدَ “. يُبرز هذا المثل أهميّة الاجْتهاد وَالعمل الجاد كَطريق لِلنّجاحِ وتحقيقُ الأهْداف. مثل مشابه آخر هو “ما في شِيء اِسْمُه مُسْتَحيل”. يحمل هذا المثل رِسالةَ تَفاؤل وَتَحفيز، ويُظهر رُؤية المُجتمع الدّرزيّ للِتّحدّيات كفرص لِلتّغلب عَلَيْها. دمج هذه الأمثالَ في الحِصصِ التّعْليمِيَّةِ يُمكن الطّلّاب مِن تَعْلمِ اللّغةِ العَربيَّةِ وفهم القِيَم الّذي تُوجه حَياة أبْناء الطّائِفة الدَّرْزِيَّة.
3. تعزيزُ الحُوَار بَيْنَ الثّقافات
تَعلمُ اللّغة العَربيَّة واللّهجة اليَوميّة يُمكن الطّلّاب اليّهود من التّواصلِ المُباشِرِ والمُحْترم مَعْ أبناءِ الطّائفةِ الدَّرْزِيَّة.
بواسِطَةِ تعلّم عِبارات التّهنئة بِمناسباتِ الطّائفة مِثل عيد سَيِّدنا النّبي شُعيب عَليْهِ السّلام أو عيد الأضحى المُبارَك ، يتيحُ للِطالِبِ تَعْميق عَلاقَتِهِ بالمجتمعِ الدُّرزِيِّ. على سَبيلِ المثال، كتابة تَهْنئَة بَسيطة بِاللّغةِ العَربيَّةِ مثل: “كلَّ عامْ وأنْتم بِخَيرٍ” تُساعِدهم عَلى التّواصلِ بِصِدْقٍ وَاِحترامٍ.
على مُسْتوى مُتَقَدِّم، يمكن تعليمُ عبارات أُخْرى مِثل: “بِمُناسَبَةِ عِيد النَّبي شُعَيب عَلَيْهِ السَّلام، نَتَمَنَّى لَكُم عيدًا مُبارَكًا مَليئًا بالسَّلامِ والمَحَبَّةِ. نَسْأل اللهُ أنْ يَجْمعَنا دائِمًا عَلى الخَيْرِ وَالوِئامِ، وَكُلِّ عامٍ وَأنْتُم بخَيْرٍ.”
خُلاصَة
لِإنْجاحِ البرنامَج الّذي تَقْتَرِحَهُ وزارة التّربيَة والتّعليم، يَجب أنْ تَتَضمن خُطَّة التّعليم حَوْلَ المُجتمع الدّرزيِّ دراسَة اللّغة العَربيّة كجزءٍ أساسِيٍّ من المَنْظومَةِ التّعْليميَّةِ. لكي يَتمكّن الطّالبُ من التّواصل بِشكلٍ أصيلٍ مع التّراث الدُّرْزيِّ المهم، يَنْبغي البِدْء بتعليمِ التّراث الدُّرزِيِّ منذ المرْحلة الابْتدائِيّة، بشكلٍ متكامل مع تعليمِ اللّغةِ العَربيَّة، وَالاسْتمرارِ في تَعميقِ المَعْرفَةِ والفَهْم الغَنِيِّ والثّمين لثَقافَةِ الطّائِفةِ الدَّرْزِيَّة بهذا جنبًا الى جنبٍ مَع تَعَلّمِ اللّغةِ العَرَبِيَّةِ على مَدارِ سنواتِ الدّراسَةِ.
نحن ندّعي أنَّ تعلم اللّغة العَربيَّة في سياقِ التّراث الدّرزيِّ لا يُساهِم فَقَط في تَعزيزِ فهْم التّاريخ والثّقافة، ولكِنّهُ أيْضًا أداة فعّالة لِتعزيزِ الحِوَار المُحْترم وَالمفتوح بَيْنَ الثّقافتين، اليَهوديّة والدُّرْزِيَّة. بواسطة دَمْج اللّغة العَرَبيَّة والتّعرُّف عَلَى الأمْثالِ، النّصوص، والتّهانِيَّ، يُمَكِّن للطّلّابِ تطوير علاقات ذات مَغْزى عَميق مع المجتمعات الدَّرْزِيَّة وتجربَة الثّقافة بِشكلٍ حَيٍّ وَحديثٍ.
إذًا، يبدو أنَّهُ إذا لم ندمج تعلّم اللّغة العَربيَّة في البَرنامَج، قَد نَخْسَرَ فرصَةَ تَطوير فَهِم حَقيقيٌّ وَحوار بينَ الثّقافات ذُو أهَمِيَّة بَيْنَ الطّلّاب اليَهود وَالدّروز – وَهوَ أمْرٌ أساسِيٌّ لِتَعزيزِ المُجْتمع الإسْرائِيلِيِّ وَبناءُ مستقبلٌ مُشْتَركٌ يَقومُ على اٌلاحترامِ المُتبادَلِ، التّضامن، التَّقدير، تَقَبُّل الغَيْر، الاِشْتِراك والمُشارَكَة.
[1] الدِّكْتورَة شيرا سوفر-فيتال هيَ في دَرَجَة مُحاضرة أوْلَى (Senior Lecturer) ومُديرَة أكَاديميَّة في بَرْنامجِ الماجِسْتير في قِسْمِ التّربيةِ في الكُلِّيَةِ الأكاديميّةِ أونو. شَغِلَتْ سابقًا مَنْصِبَ مُعلِّمة للُّغةِ العرَبِيَّةِ، مُنَسِّقة لموضوع ِ اللُّغة العربيَّة، وَمُديرَة تَربويَّة في مدارسٍ ثانويَّةٍ في المُجتمعِ اليَهوديِّ.
ميثه سيف معلِّمة لغة عربيَّة وُمُركّزَة المَوضوع في مدرسةِ سلمان فرج الاِبتدائيّة يانوح. لَقب أوّل في التّربيَة .شهادَة تَدريس لِموضوعِ اللُّغَةِ العربيَّةِ للمَراحِل الاِبْتدائِيَةِ، الاِعْدادِيَّة وَالثَّانَوِيَّة . حاصِلة عَلى اللّقبِ الثَّانِيَ بِتَخصّص إدارة وتَنظيم أنْظِمَة التّعليم مَع مرتبة الشّرَف العَالِيَة.
[2] https://www.gov.il/he/pages/druzi-culture
https://www.israelhayom.co.il/news/education/article/16796196