مفاتيح السماء
كلمة الشاعرة الأدبية: سعاد قرمان
أما مفاتيح السماء فجاءت درة من البلاغة في شاعرية تأخذ القلب، وتغمر الروح بجَمالها وعمقها، وسلاسة أسلوبها المعبر عن تساميها في المعاني الروحانية التي تسمو بألوهيّة أدت رسالتها، وأوصلت العبرة من عظمة حياة السيد المسيح التي بذلها في خدمة الإنسانية بتواضع ومحبّة، مُتدرّجًا بوصف معجزاته الإلهيّة، وتنقله في مراحل حياته المقدسة بشفافية في التعبير على لسان الصوفي الذي أمسك بروح القارئ منذ المشهد الأول إذ يقول:
“كان هائمًا يحمل نهر الأردن،
مُتوّجًا من السماء، قاصدًا أرض كنعان،
وكنت صاعدًا إلى ملكوت الكلمات،
يخاطبني الغمام ويحاورني الصدى،
وينام تحت يدي مدى من الأزمنة.
لغتي الريح، وقميصي جسد الأرض،
وجسدي جسرٌ بين آلهة الشمس
وجهة الشرق،
وخيولي الجامحة بين الريح والغمام
تسابق سيد الدنيا الزمان.
والمكان يضيع في متاهات السراب”.
ويحملنا عبر رحلة يسوع بخشوع وجلال منذ ولادته المتواضعة في المذود، حتى صعوده إلى ملكوت السماء إذ يقول:
“صعد كسنبلة قمح للجائعين المبعدين عن حقول الكلمة.. صعد كرفةِ جفنٍ بين الطير والشجرة، وكمثل برق السماءِ أنار الدنيا..
أهنئ أخي الشاعر وهيب وهبة بما وهبه الله من بلاغة وقوة، في مسرحة قصائده التي لمست قلوبنا وحرّكت مشاعرنا كأعظم الشعر بأناقة وعمق. حفظه الله ورعاه ومدّ في عمره، ليستمرّ بإثراء أدبنا ولغتنا بمثل هذا العطاء الجميل.