اُخرجوا وصوّتوا يا عرب.. رغم التّعب ورغم الغضب..
اُخرجوا وصوّتوا يا عرب.. رغم التّعب ورغم الغضب..
أسعد موسى عودة
الكبابير\ حيفا
نوّابنا العرب – على علّاتهم القليلة أو الكثيرة – جِياد أصيلة وأخرى هَجينة، وتبقى الجِياد جِيادًا مهما شَطَنَت أبعادًا ومهما اختلفت أندادًا. ولكلّ جواد كَبْوة – خُذْ كبوات؛ ولكلّ سيف نَبْوة – خُذْ نبوات؛ ولكلّ عالِم هَفْوة – خُذْ هفوات؛ واسمحوا لي بهذا البيان اللّغويّ من المعجمات: الجَواد صفة للفرس وليس الفرس بعينه؛ حيث يصير الفرس جوادًا إذا جاد، أي إذا أسرع في جريه. وهم – نوّابنا في برلمان أورشليم – بشُيوعيّهم وإسلاميّهم وقوميّهم؛ “فالتّشابه لا يليق إلّا بالرّمال”، كما علّمنا متنبّيّ هذا الأخير من الزّمان، ابن هذا المكان، النّادر من بني نوع الإنسان، محمود سليم حسين درويش، ابن حوريّة – عليه رحمات الله العليّة – هم أبناء هذا الشّعب المُتعَب الأبيّ الصّلب.
ويبدو أنّ مصيرنا المحتوم مثل المنايا أن نغفر لهم زلّاتهم كلّ مرّة من جديد؛ فـ “الْتَمِسْ لأخيك سبعين عذرًا”، أو “الحَسَنات يُذهِبْنَ السّيّئات”، أو أنّنا، الشّعب، أمّهم الرّؤوم الّتي لَطالما تسامح أبناءها على ضلال السّبيل، لا سيّما وهم – في كلّ مرّة من جديد – يقصدون أعتابها ويقبّلون ثيابها ويتقبّلون عِتابها، ويقولون لها: لكِ العُتبى لكِ العُتبى، ويلتمسون صكوك الغفران.
ولكن على الأبناء، أيضًا، و”الأخوة الأعداء” أن يسمعوا ويعُوا قول المتنبّيّ الأوّل: “ووضعُ النّدى في موضع السّيف بالعُلا \ مُضرّ كوضع السّيف في موضع النّدى”؛ فبعبارة ملطّفة، حَذارِ ثمّ حَذارِ من قرصة أُذن لا محالة آتية إنْ أنتم لم تُدركوا حجم ما حُمّلتم، أعمدة شتّى تحمل سقف هذا البيت الواحد، وكفًّا واحدة متباينة البصمات.
فاخرجوا وصوّتوا يا عرب، رغم التّعب ورغم الغضب، كلٌّ لعربيّه، كلٌّ لأيمنه وأحمده ومنصوره وساميه، ولأيّ حرف من حروف الضّاد (..) شئتم؛ وارجموهم بالواوات والعَيْنات والميمات والضّادات، لتشكّل معًا سيمفونيّة الثّبات، لأصوات شعبٍ حيويّ حيّ واحد، يمضي يعلو ويقاوم.
ولِي عودة منكم إليكم أيّها الأعزّة – إن شاء ربّ العزّة – للحديث، أبدًا، عن لُغتنا ونحْن.