القطاع الصحي في غزة يواجه الانهيار: أزمة دواء وأعباء تفوق القدرة بقلم: أسامة الأطلسي

القطاع الصحي في غزة يواجه الانهيار: أزمة دواء وأعباء تفوق القدرة
بقلم: أسامة الأطلسي
يعيش القطاع الصحي في غزة واحدة من أسوأ أزماته في التاريخ الحديث، حيث تقترب المنظومة الطبية من الانهيار الكامل، في ظل النقص الحاد في الأدوية، والضغط المتزايد على المستشفيات والمراكز الصحية نتيجة استمرار العمليات العسكرية.
المستشفيات تعمل اليوم بأقل من نصف طاقتها، والطواقم الطبية تُكافح في ظل ظروف قاسية ومع نقص في الموارد الأساسية، من أدوية ومعدات وأجهزة. ويؤكد عدد من الأطباء أن الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، مع توافد أعداد متزايدة من المصابين، في حين لا توجد قدرة على استيعابهم جميعًا أو تقديم العلاج المناسب لهم.
الخبراء في المجال الإنساني يحذرون من أن استمرار التصعيد العسكري قد يؤدي إلى انهيار كامل للنظام الصحي، وترك آلاف المرضى والجرحى دون أي رعاية طبية، مما يعني ارتفاعًا حتميًا في أعداد الوفيات نتيجة غياب العلاج وليس فقط بسبب القصف.
المواطنون من جانبهم يشعرون بأنهم تُركوا وحدهم في مواجهة الموت، في ظل غياب الدعم الدولي الكافي، وصمت المجتمع الدولي عن كارثة إنسانية تزداد عمقًا كل يوم. ويطالب الكثيرون بضرورة التحرك الفوري لإنقاذ ما تبقى من القطاع الصحي، وتوفير ممرات آمنة لإدخال الإمدادات الطبية.
إن ما يحدث اليوم في غزة لا يمثّل فقط أزمة طبية، بل تحديًا أخلاقيًا عالميًا، يدعو الجميع إلى تحمّل المسؤولية والتحرك قبل فوات الأوان. فالسكوت عن انهيار النظام الصحي هو سكوت عن حياة آلاف المدنيين الأبرياء.