الشهر الفضيل بقلم الأستاذ/ محمد حسن الشغري
الشهر الفضيل
بقلم الأستاذ/ محمد حسن الشغري
جاء في القرآن الكريم في سورة البقرة “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون، أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر” وكذلك في سورة النساء والمائدة والمجادلة وفي غيرهم، وفي البلاد وفلسطين وفي سائر انحاء العالم يستقبل المسلمون شهر رمضان المبارك في الثالث والعشرين من الشهر الحالي شهر آذار وفيه يمتنع الصائم عن تناول الطعام والشراب من طلوع الفجر الى غروب الشمس، عندها بالإمكان تناول الطعام طعام الإفطار بعد ان يرفع أذان المغرب وبالإمكان ان نأكل حتى “يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر” والذي نريد ان نشير اليه هو بعض الأمور والتي ربما يروق للبعض القراءة أو لا لكن المهم ان ندلي برأي وهو ان الرسول الكريم محمد عليه افضل الصلوات كان يفطر على بعض حبات من التمر ولا نريد ان ندخل في العدد انما القصد هو الاعتدال في تناول الطعام فلا نحن من “المفجوعين أو المنفجعين على الطعام وانواعه” كما كتب أحمد بهجت كاتب مصري مشهور وكتب غيره أيضا بضرورة الاقتصاد في المصروفات ليس فقط في شهر رمضان بل في جميع أشهر السنة خصوصا بعد موجة الغلاء المستفحل على الرغم من ان عددا لا بأس به من الناس ربما لا تشعر بالغلاء أو لا تريد ان تأخذه بالحسبان ولا توجد لدينا أية شروحات فان كان كغم من اللحوم يباع ب-150شيكل وأسعار الخضروات في العلالي وكذا الفواكه ب-25أفرسمون والبصل ب-15 والبندورة والخيار فمن أين سنحضر النقود؟؟؟الله يساعد صاحب العيلة على تدبير الأمور الاقتصادية والمالية ومرة أخرى نقول ونردد ما يقوله الكثير من رجال الحكومة:-من اين الأموال التي يتصرف بها هؤلاء الذين نرى الارساليات تعرَج تقريبا يوميا وكأنهم لا يعدون الطعام في بيوتهم!!! المفروض ان نسير بموجب “وكلوا واشربوا ولا تسرفوا” وأين نحن من هذه الآية؟؟ بعيدون عنها كثيرا فلا المقالات ولا الارشاد مهما كان نوعه ولا كلام التوجيه يثمر ولا نعرف لماذا وما هي الأسباب والمسببات؟؟هل السهولة في الحصول على القروض من البنوك؟ ام الاستدانة من الآخرين؟ أم أن مطعم الاهل وفندقهم متوفر أم أم؟؟الصائم والمسلم وغير المسلم من المفروض عليه مساعدة الآخرين كلما استطاع الى ذلك سبيلا!!ونحن نقول تيمنا بالقرآن الكريم وما جاء فيه أن كل من يريد ان يتصدق على الآخرين واطعام من هو بحاجة الى دعوته الى المائدة الرمضانية ليتناول من نفس الطعام الذي يتناول منه باقي الافراد من العائلة التي يدعى اليها وتمشيا مع المثل :ان اطعمتم فاشبعوا: ومن نفس الطعام وعليه فان الكثير من الناس لا يعملون بما هو ولماذا؟؟وكذلك يتوجب على ان تكون يدنا مبسوطة ونعطي من قلب وفؤاد مقتنع بانه يتوجب علينا في هذا الشهر الفضيل التصدق والعطاء وكثر هم الذين بحاجة ولا يغرنك مرة أخرى الذين يطلبون الطعام بدلا من اعداده ويدفعون ثمن وجبة نحو ألف شيكل بدلا من ان تكون التكاليف الثلث أو الربع أو أي مبلغ، فهل الكسل هو السبب؟ وكذا في تنظيف البيوت أسبوعيا ب-500شيكل إضافة الى تكاليف أخرى يجهلها من يتعامل معهن؟؟!!ولا ننسى انه في هذا الشهر يزداد الطلب على الحلويات مثل القطايف والكنافة والانواع الأخرى والتي يزيد ثمنها على 80شيكل للكيلو الواحد ناهيك عن شراب قمر الدين وغير ذلك من المشهيات ولا ننسى ان كان عدد افراد العائلة كثر نحو ثلاثون يتربعون لك على كل وجبة مع أولادهم عندها انت كرب اسرة ستستمر في سداد الديون لشهرين أو اكثر ما العمل؟ عدم الاسراف بل الترشيد في الاستهلاك وتذكر كيف قيل عن الرسول الكريم وعن الطعام الذي كان يتناوله ليس فقط في رمضان وكذلك سيدنا عمر بن الخطاب وغيرهم من الصحابة، لأن المبذرين كانوا اخوان الشياطين، ولا ننسى استقبال الشهر الفضيل والتكاليف واستقبال عيد الفطر السعيد وما يترتب عن ذلك من ملابس وحلويات ولحوم ،الأسواق ليست شبه فارغة، لكن حركة البيع ليست كما يجب لنقص السيولة ولا ننسى صدقة الفطر وباقي ما يتوجب علينا القيام به ومشكورة الجهود والايدي التي تعطي ويفضَل ان يكون ذلك قبل حلول عيد الفطر أعطوا واعطوا الكثير مما تستطيعون ولا تبخلوا ولا تنسوا ان الشهر الفضيل هو أيضا شهر الاعمال الخيَرة وحسن الجوار وبث روح المحبة والالفة والتعايش الآمن وعدم العنف واستعمال المفرقعات والتي في نهاية الامر يكون وقعها سيئ واخطارها كبيرة وان نصوم عن كل منكر وأذى وليس فقط عن الطعام والشراب بل عن كل منكر ومسيء للمجتمع والفرد وكم هو حسن ان تكون لقاءات بين مختلف بني البشر من مختلف الديانات لترسيخ المحبة والسلام الذي نامل ان يحل علينا في الشهر المقبل في السنة القادمة وأن تتغيَر الأوضاع والاحوال وان يقل عدد الأشخاص الذين هم بحاجة الى مساعدة وكل رمضان وانتم بألف الف خير..