“التسامح والحياة المشتركة في أوقات متغيرة”، في مقام النبي خضر عليه السلام بحضور رؤساء الأديان

عُقد يوم الثلاثاء 13/05/2025، في مقام سيّدنا النّبيّ الخضر عليه السّلام في كفر ياسيف مؤتمر ديني جامع تحت عنوان “التسامح والحياة المشتركة في أوقات متغيرة”، وذلك بحضور رؤساء الأديان في البلاد وعشرات من الشيوخ والكهنة والأئمة والآباء ورجالات الدين وشخصيات اعتبارية في المجتمع.
وكان المضيف سماحة الشّيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة قد افتتح اللّقاء مُرحِّبًا بالحضور، مؤكّدًا مركزيّة هذا المقام الّذي يجمع كافّة أبناء الطّوائف ويعبّر عن الرّابط المتماسك بين كافّة أفراد المجتمع والأديان في البلاد، قائلًا:
“ها نحنُ اليوم، وفي أحلكِ اللّحظات التي تمرّ بها المنطقةُ على اختلافِ شُعوبِها وطوائفِها، نجتمع وإيّاكم على كلمةٍ سواء، حاملين راية الإنسانيّة، ناظرين إلى الآخر بعين التّعارف لا التّنازع، وبقلبِ المحبّةِ لا التّحريض، وبرؤيا الاحترام والتّفكّر لا التّزمُّت والتّكفير”
هذا وتحدّث فضيلة الشّيخ عبد الحكيم سمارة رئيس محكمة الاستئناف الشّرعيّة الإسلاميّة، مُطالبًا خلال كلمته المعبّرة باتّخاذ موقف حازم تجاه كل اضطهاد وظلم حاصلٍ في كلّ مكان.
في ذات الشّأن، تحدّث نيافة المطران الدّكتور يوسف متّى، الّذي دعا من المقام المبارك للتّضامن العابر للطّوائف من أجل إحقاق العدل والمساواة واتّخاذ الحوار طريقًا بدل العنف.
وتحدث أيضا الحاخام يهودا جلعاد مشيدا بدور الطائفة الدرزية في البلاد وكونها جسرا بين كافة فئات المجتمع.
كما ورحّب بالحضور باسم أهالي كفر ياسيف رئيس المجلس المحليّ السّيّد عصام شحادة.
وتخلل اللّقاء كلمة لسكرتير منتدى السّلطات المحلّيّة الدّرزيّة والشّركسيّة ورئيس مجلس يانوح جثّ المحلي، الشّيخ وهيب سيف.
هذا وقُدّمت خلال اللّقاء مداخلاتٌ هامّة ألقاها الشيخ سالم عيادات إمام مسجد النور في الزرازير في موضوع “التسامح وقبول والآخر” والأب إلياس العبد نائب المطران في موضوع “المشترك الإنساني بين الأديان”.
وشمل المؤتمر عرض مباركة مصوّرة لوزير الدّاخليّة “موشيه أربِل” وكلمات ترحيبية للسّيّد شادي قبلان المدير العام للمركز اليهوديّ العربيّ في الهستدروت والسيّد إياد سرحان مدير قسم الطّوائف الدّينيّة في وزارة الدّاخليّة، في حين تولّى عرافة اللّقاء السّيّد جودت ذباح.
يُذكَر أنّ المركز اليهوديّ العربيّ في الهستدروت كان قد بادر إلى إقامة هذا المؤتمر بالتّعاون مع المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى ومع قسم الطوائف في وزارة الداخليّة.
وأجمع الحاضرون الّذين قدموا من كل أنحاء البلاد على أهميّة الاجتماع في هذه الفترة بالذات، للتّعبير عن قدسيّة التّعايش المشترك والتعاضد بين كافّة أبناء الطّوائف والأديان ومن أجل نقل رسالة المحبّة والسّلام.