اضمن
ادباصدارات جديدة

إشهار كتاب “بيناتنا” للكاتبة الواعدة تميمة أسامة حمود

إشهار كتاب “بيناتنا” للكاتبة الواعدة تميمة أسامة حمود

أقيم في المركز الجماهيري في بيت جن بدعوة من المجلس المحلي والمكتبة العامة، حفل إشهار كتاب “بيناتنا” للكاتبة الواعدة تميمة حمود.

أدارت عرافة الاحتفال المبدعة ديانا زيدان والتي افتتحت بمقدمة جميلة ثو دعت رئيس المجلس المحلي السيد نزيه دبور لإلقاء كلمته. السيد نزيه رحب بالحضور وأثنى على شخصية تميمة وانتاجها منذ الصغر وتمنى لها كل الخير والتقدم والنجاح. ثم قُدمت كلة باسم المكتبة العامة.

بعدها قدم الشاعر فهيم أبو ركن مداخلة حول الكتاب مشيرا إلى لغته المحكية السلسة وأسلوبه الشائق وفحواه الفكرية، النفسية والاجتماعية، وأشاد بأفكار الكاتبة وعمق إدراكها للأمور وتمنى لها التقدم والنجاح.

بعده قدم الفنان عماد فرو وصلة فنية راقية.

بعد ذلك قدم الكاتب مسعد خلد مداخلة حول الكتاب ننشرها هنا في هذا (التقرير).

تخلل الاحتفال فقرات للكاتبة تميمة حمود قدمت فيها بعضا من نتاجها وكلمة خاصة عن تفكيرها واسلوبها وأهدافها من وراء التأليف، كما شكرت جميع الحضور والمشاركين والمجلس المحلي والمكتبة العامة. ثم دعت عريفة الحفل ممثل عن المجلس المحلي والشاعر فهيم أبو ركن وأمينة المكتبة العامة الأخت دالية عطيلة لتقديم شهادة تقدير وتكريم للكاتبة.

(بعض فقرات الحفل في شريط فيديو في موقع (منكم  – www.mincom.co.il )

إليكم مداخلة الكاتب مسعد خلد.

[أضواء استعراضية على كتاب “بيناتنا”] للكاتبة تميمة أسامة حمود

بقلم: مسعد خلد – بيت جن

هذا الكتاب تميمة تُعَلقُ في أعناق القراء، لتمنع عين الحسد عن كل من يعيش علاقات صحيّة مبنيّة على الاحترام المتبادل، المحبة والتفاهم، إنه حِرزِ مكتوبٌ من القلب الى القلب، تهديه الكاتبة تميمة حمود لكل شخص يقدّر الاحترام والثقة الحقيقية، ولكل من يؤمن بأن العلاقات الطيبة هي سرّ السعادة والنمو، ولكل ذي حلمٍ يخلق بيئةَ حبٍ وصدقٍ ودعم.

يمكن دخول الكتاب عبرَ بابين: الباب الأول مقسّم لأربعة فصول:

الفصل الأول – البداية: والتي تعتبرها الكاتبة بأنها اللحظة التي تكون فيها كل الاحتمالات مفتوحة، وهي بداية لكل شيء، وتشدد على دور الوعي والادراك. ويركز هذا الفصل على أهمية البداية، وعن دورها بالتأثير على مسار العلاقة، فمثلا بداية قوية ومبنية على أسس واضحة وصحيّة تكونُ قاعدة ثابتة لعلاقة ناجحة، وعلى العكس، إذا كانت البداية مضطربة ومليئة بالتردد وبالتناقضات، فهذا مؤشر على فشل العلاقة وعدم استقرارها، والمهم في هذه المرحلة الصدق مع الذات ومع الطرف الآخر…

وتضيف الكاتبة تميمة حمود بأن البداية في أية علاقة، تعتبر أكثرَ من لحظة عابرة، بل هي سلسلةً أحداث التي تجمع بين الحظ، الصدفة والاختيار، ولذلك تتطلب هذه المرحلة الحذرَ والانتباه، عدم التسرع، الصراحة، الاستماع الفعّال، التوقعات الواقعية بعيدا عن الخيال، احترام الحدود الشخصية، الصبر وعدم الاستعجال…

تنهي الفصل الأول بطرح رؤيتها بأن البداية هي حجر الأساس لكل علاقة، واذا نجح الطرفان في بنائها بشكل صحيح، يُمَكنهما ذلك من مواجهة التحديات..

الفصل الثاني – “أنا”: وتركز الكاتبة على أهمية معرفة الذات، وتقدير الذات، طبعا لا تعني الأنانية حيث عندما نُقدّر ذاتنا نكون بموقع قوة تساعدنا على محبة الآخرين…

كذلك تركز على تقديم طرق تساعد في العمل على النفس، مثل التخلص من الأحمال القديمة كالجروح وخيبات الأمل، تحديد الأولويات والقيم، الاستقلالية العاطفية، التوازن بين العطاء والأخذ، مواجهة الخوف من الوحدة…من هنا فإن الفصل الثاني من كتاب “بيناتنا” يقدم مساعدة لاكتشاف الذات وبناء علاقة صحيّة معها، لأن العلاقات الناجحة تبدأ من علاقة ناجحة مع الذات..

الفصل الثالث – “العلاقات السامّة”: ويبيّن لنا أسباب نمو وتطور علاقات غير ناجحة بل سامّة (حسب تعريف الكاتبة) أسباب مثل اساءات أو اهمال مما يترك بصمات عميقة على كيفية تعامل الشخص مع الآخرين، أيضا التربية والبيئة التي ينشا فيها الفرد تؤثر على بناء العلاقات مع الآخرين مثلا البيت المليء بالصراعات والمشاكل والعنف… كذلك الاحتياجات العاطفية غير المُلباة حيث الشخص الذي ينشأ دون دعم عاطفي ممكن أن يبحث ويقبل بأية علاقة حتى لو كانت سامة، ليهرب من واقعه المرير..

أيضا الاعتقادات الذاتية والتصوُّر الذاتي السلبي لها دور في تعرُّض العلاقات للخطر..

تجمل الكاتبة تميمة حمود هذا الفصل من الكتاب بتسليط الضوء على أهمية التعرف على تلك الاسباب مما يساعد على التعامل معها وتجنبها من منطلق أن الوعي والاعتراف بالمشكلة هو مفتاح الحل، وقطع العلاقات السامة عن طريق الانفصال وهذا القرار بالانفصال يتطلب شجاعة تليها فترة تعافي مليئة تحديات ومشاعر وصعوبات تحتاج وقتا للتعامل معها، وهنا يلزم دعم الأسرة والأصدقاء، بالإضافة الى لزوم اتباع نشاطات وتقنيات تساعد في إعادة التوازن النفسي والثقة بالنفس مثل التأمل واليوغا وغيرها، ومع مرور الوقت بعد الانفصال، يكتشف الشخص جوانب جديدة من حياته، وتكون فرصة لتجربة جديدة، أو مساعدة الآخرين الذين مروا بنفس التجربة.

الفصل الرابع –  “العلاقات الصحيّة” : وتعرفها الكاتبة على انها العلاقات التي تحسسنا بالدعم والأمان، فكل طرف يشعر بقيمته وبتقديره من الطرف الآخر، مما يساعد على بناء بيئة داعمة تسمح لهما بالتطوُّر والتحسُّن. ومن أجل تحقيق علاقات صحيّة هناك أمور مهمة مثل الوعي الذاتي، الصراحة مع النفس، التواصل الفعّال، تحديد الحدود والقوانين، الدعم المتبادل، الاحترام والتقدير، التعامل مع الاختلافات في الآراء والقيم، الاستثمار في العلاقة بين الطرفين.

ومن أجل تحقيق العلاقة الصحيّة والمحافظة عليها يجب الالتزام الشخصي، الرؤية الواضحة لمستقبل العلاقة وأهدافها..

تجمل الكاتبة تميمة هذا الفصل بقولها إن العلاقات الصحية هي رحلتنا اليومية نحو تحقيق التوازن والسعادة، وتحتاج لالتزام وتفاني من خلال الاهتمام والتواصل والتفاهم وبذلك يمكننا بناء علاقات تقوي شخصيتنا وتدعمنا في كل مراحل حياتنا، حيث ان العلاقات الصحية مثلها كمثل الاكسجين اللازم لكي نعيش!

الباب الثاني من الكتاب صفحة 58 يشمل خواطر وأحداث شخصية أو أشياء انحكت وأثّرت على الكاتبة، بحيث ساعدتها على اكتشاف معاني مختلفة..

هذه الخواطر تعطي مساحة للتفكير في المشاعر والأحاسيس، وتفتح أمام القارئ أبواب التأمل في علاقاته وتجاربه…

ومن بين عناوين هذا الباب: (من القلب للروح، عَم بَتذكَّر هالأيام، عيش اللحظة، أنت والمشوار، طريق وذكريات، ما في إشي مستحيل، اسمع لقلبك- هو بيعرف، ما تْضَيِّعش اللحظة، لو كان بهَسُّهولِه…) وغيرها من خواطر حتى نصل الى الخاطرة الأخيرة وعنوانها “النهاية والبداية” وكأني بالكاتبة تريد أن تخبرنا بأن الحكي ما بيخلص وان الحياة مليئة بلحظات، كل لحظة تحمل قصة خاصة، أما النهاية فتتحوَّل الى بداية جديدة، بداية لتجارب ولأفكار وطروحات.

أتمنى أن أكون وُفِّقتُ بتقديم استعراض شامل حول مضامين كتاب “بيناتنا”… وبيناتنا انه كتاب جدير بالمطالعة والقراءة بتمعن، وعلى الرغم من كونه كتاب صغير لكاتبة ناشئة، فإنه مليءٌ بالافكار والاقتراحات والنصائح والفعاليات العملية من أجل دعم بناء علاقات صحيّة مبنية على الاحترام المتبادل..

أخيرا من الجدير بالذِكر أن الكاتبة تميمة حمود اختارت الكتابة بلغة مفصّحة مغلّفة بالعامية، ربما لتخوفها من اللغة الفصيحة والمصطلحات المنشولة من بطون المعاجم والمجلدات، وحاولت قدر الإمكان تبسيط وتسهيل الشرح وتقديم أمثلة وفعاليات تساعد في فهم الطروحات والمضامين، لكي يتحقق هدف كتابها والذي صرّحت به علنا في تظهير الكتاب حيث كتبت: “بأن الكتاب يشكّل دليلا عمليا ومرشدا ومصدر الهام يساعد الناس على عيش حياة مليئة بالحب والفرح”…

أتمنى للكاتبة تميمة حمود التوفيق والسعادة ودوام العطاء المميز، وعلى فكرة، فقد توسَّمتُ وتوقعت أن تصل تميمة لهذه المرحلة منذ أن كانت طالبة عندي في المرحلة الابتدائية حيث كانت تكتب خواطر ومواضيع انشاء بلغة مميزة وتعابير وأوصاف جذابة وراقية..

ولكم جميعا تقديري واحترامي!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock