أمسية ثقافية حول كتاب “بأعين مفتوحة على اتساعها”

أمسية ثقافية حول كتاب “بأعين مفتوحة على اتساعها”

برعاية مجلس الطائفة الأرثوذكسية وضمن نشاطات منتدى الناصرة الثقافي

أقيمت مساء يوم الجمعة الفائت أمسية ثقافية مميزة في قاعة البشارة للروم الأرثوذكس في مدينة الناصرة، حول كتاب الكاتبة والباحثة د. رنا زهر كريني، “بأعين مفتوحة على اتساعها” نساء عربيات فلسطينيات في الحكم المحلي في إسرائيل، وهو عمل بحثي ومعرفي يضع تحت المجهر تجربة النساء الفلسطينيات في مواقع صنع القرار المحلي، بكل ما تحمله هذه التجربة من تحديات، أمل، كسر للسقوف، وسرديات تستحق أن تُروى.

تناولت الأمسية موضوعًا في غاية الأهمية، وهو واقع النساء العربيات الفلسطينيات في مواقع اتخاذ القرار المحلي، وتسليط الضوء على التحديات البنيوية والسياسية والمجتمعية التي تواجههن في طريقهن إلى الانخراط في العمل البلدي.

افتتحت الأمسية عريفة الأمسية د. حنان جبيلي عابد بكلمة ترحيبية بالحضور، دعت العريفة شريكها في العرافة د. نصر خوري الذي قدم بدوره رئيس مجلس الطائفة الأرثوذكسية، المحامي بسيم عصفور، وفي كلمته أكّد على أهمية هذه اللقاءات الثقافية ودورها الحيوي في تعزيز الوعي المجتمعي والانفتاح على قضايا جوهرية، تمسّ واقعنا وهويتنا، وأشار إلى أن استضافة الكاتبة والباحثة د. رنا، الذي يتناول حضور النساء العربيات الفلسطينيات في الحكم المحلي، هو خطوة في الاتجاه الصحيح نحو دعم المعرفة، وتكريس النقاش الجاد حول أدوار النساء في المجتمع والسياسة.

تلتها كلمة إدارة المنتدى ألقاها مدير المنتدى، السيد كريم شداد، مدير منتدى الناصرة الثقافي، فرحّب بالحضور وشكر مجلس الطائفة الأرثوذكسية على رعايته المستمرة لأنشطة المنتدى، مؤكدًا أن هذه الأمسية تأتي ضمن رؤية المنتدى لتسليط الضوء على قضايا فكرية واجتماعية مركزية تمسّ واقع مجتمعنا الفلسطيني في الداخل، وفي حديثه عن الكتاب، أثنى شداد على عمل د. رنا زهر كريني.

شهدت الأمسية أيضًا مداخلة فكرية متميّزة من د. مها صباح كركبي، التي تناولت كتاب د. رنا زهر كريني بقراءة تحليلية معمّقة، ألهمت الحضور وحرّكت العديد من الأسئلة والتأملات، استعرضت د. كركبي محاور الكتاب من زاوية نقدية أكاديمية، وتطرّقت إلى السياقات البنيوية والسياسية والاجتماعية التي تُؤطّر تجربة النساء الفلسطينيات في الحكم المحلي، مؤكدة أن هذا الكتاب لا يقدّم فقط توثيقًا لتجارب فردية، بل يشكّل مادة تحليلية لفهم آليات الإقصاء والمقاومة معًا.

تلاها الفقرة الفنية على ضفاف الموسيقى، حيث لا حاجة للكلام حين يتولى العود الحديث مع عازف العود المبدع ادوار جميل شرش

وعازف الإيقاع جورج شاما

كما قدّمت د. ميسون أرشيد شحادة مداخلة غنيّة ومتعددة الأبعاد حول كتاب د. رنا زهر كريني، تناولت فيها مشاركة المرأة الفلسطينية في الحكم المحلي من زوايا بحثية وتجريبية مختلفة، استعرضت د. شحادة مجموعة من النماذج الواقعية التي وردت في الكتاب، وطرحت تساؤلات جريئة ومفتوحة حول حدود التمثيل، ومعنى التأثير، والعلاقة بين الهوية الجندرية والانخراط في الحياة السياسية المحلية

دعا عريف الأمسية، الدكتور نصر خوري، السيدة منى زهر روك أخت الكاتبة لتلقي كلمة العائلة التي تميزت كلمتها بدفء البيت، وذاكرة الطفولة، ونبض الأخوّة والمحبة العائلية.

تلتها كلمة الكاتبة والباحثة د. رنا زهر كريني التي شكرت عائلتها المحبة بداية من والدتها والاخوات ورفيق دربها المحتمي داوود كريني وزميلاتها المشاركات في الأمسية، ثم قدّمت عرضًا حول كتابها بأعين مفتوحة على اتساعها: “نساء عربيات فلسطينيات في الحكم المحلي في إسرائيل” حيث استعرضت من خلاله نتائج بحثها، وأبرز التحديات التي تواجه النساء العربيات الفلسطينيات في مواقع القيادة المحلية، سواء على مستوى التمثيل، أو المشاركة الفعلية في اتخاذ القرار، وقد سلطت د. رنا الضوء على البُعد المركّب لتجربة النساء الفلسطينيات في هذا السياق، ما بين الانتماء الوطني، والواقع السياسي، والقيود المجتمعية، مؤكدة أن هذه التجارب تُشكل مادة حيوية لفهم ديناميكيات الحكم المحلي في الداخل الفلسطيني، من منظور نسوي تحليلي عميق، وجاءت مداخلتها بأسلوب غني، مبني على شهادات حقيقية، وتحليل اجتماعي-سياسي معمّق.

ويذكر أنه قد برز من بين الحضور المهندس شريف زعبي والأب بشارة ورور ووفد من الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين الكرمل -48

عند الفقرة التكريمية للكاتبة د. رنا زهر دعت العريفة د. حنان جبيلي عابد

مدير منتدى الناصرة الثقافي السيد كريم شداد

رئيس مجلس الطائفة الأرثوذكسية المحامي بسيم عصفور

أعضاء منتدى الناصرة الثقافي

الشاعر مفلح طبعوني

د. نصر خوري

السيدة نبيلة أبو شقارة

وفي ختام الأمسية، قام منتدى الناصرة الثقافي، وبرعاية مجلس الطائفة الأرثوذكسية في الناصرة، بتكريم د. مها صباح كركبي ود. ميسون أرشيد شحادة، تقديرًا لمداخلتيهما الغنيّتين ولمساهمتهما الفكرية العميقة ولما قدّمتاه من قراءة تحليلية ونقدية عكست التزامًا معرفيًا واهتمامًا صادقًا بقضايا المرأة الفلسطينية وموقعها في الحيز السياسي المحلي.

وقد شكّل هذا التكريم لمسة تقدير رمزية تعبّر عن الامتنان للدور الأكاديمي والثقافي الذي تلعبه الباحثات الفلسطينيات في نقل المعرفة وتحفيز الوعي المجتمعي.